مخزون المدينة من التاريخ
تحمل المدينة القديمة في كل ركن من اركانها قصة وحكاية وتراثا اصيلا ضاربا في القدم. فحكايات ألف ليلة وليلة وقصائد الشعراء ماثلة ما دامت تتغنى بهذه المدينة التي ضمت العلماء والشعراء من كل حدب وصوب.
اما من عاش في ازقة بغداد القديمة وشوارعها فلا يزال يتمنى لو تعود عقارب الساعة الى الوراء ليعيش زمنا سعيدا يتذوق فيه طعم السعادة التي خلت وان يستعيدها في دواوينها ومسارحها ومقاهيها وزواياها ليستمتع بتراثها الحضاري والثقافي والفني الذي طاف الافاق.
اعادة تجسيد الذاكرة
ان عملية اعادة الذاكرة ستؤسس لاستعادة وتأكيد تاريخ المدينة العريق وتساعد في حمايته من الاندثار والضياع ليكون محل احتفاء للأجيال القادمة. ان ذاكرة المدينة -التي تمثل البعد الثالث الزمني لها- ذات اهمية جوهرية في تطوير المدينة بالنظر لما تحمله من معطيات حضارية وثقافية عالية بالنسبة لمدينة مثل بغداد التي يزخر تاريخها بالكثير من الشواخص والاحداث سواء الموجودة منها أم تلك الباقية في اذهان وذاكرة المدينة القريبة منها والبعيدة، اذ يلعب هذا العنصر دورا جوهريا في اغناء عملية اعادة احياء المدينة ويتعداها الى احياء التاريخ واعادة صياغته ولتحتفي المدينة وسكانها بتاريخها وما قدمته للحضارة، الامر الذي يعزز مفاهيم المواطنة والوحدة لديهم ويقدم للأجيال القادمة ما يعرفهم بمكانة المدينة التاريخية.