دور المجتمع

pic1118782

دور المجتمع
بصراحة، فإننا اذ يمكننا ان نلقي باللائمة على الحكومات والجهات المسؤولة عن المدينة لتقصيرها الواضح وضعف ادائها واهمالها المستمر - وعلى الاخص للجوانب التخطيطية - ، الا اننا ينبغي ان نشير الى حقيقة مشاركة مجتمع المدينة نفسها في خلق واستمرار هذه الظواهر من خلال الاهمال وعدم الالتزام بالقوانين والانظمة الحضرية وهي ناتج طبيعي لانخفاض الوعي المجتمعي وتدني الذوق العام وانعدام الشعور بالمسؤولية المشتركة والتي تشكل ايضا احد المسببات الرئيسية للفوضى القائمة اليوم.
ان شخصية المجتمع هي نتاج تفاعل لمجمل المكونات المكانية والزمانية والعوامل المؤثرة الأخرى والتي تعود الى تراجع القيم الحضرية في المدينة والتي يظهر تأثيرها الواضح في اسواقها ومركزها التاريخي.
ان دراسة هذه الظواهر، وعلى الاخص منها الظواهر الاجتماعية، ورسم الخطط الكفيلة بمعالجتها على المدى القصير والبعيد يجب ان تنطلق بجدية بموازاة الخطط العمرانية على الرغم مما يتطلب الامر من جهد وكلفة، حيث ان بوسعنا اليوم ان نختصر ما سوف يتطلبه التصدي لما سيترتب عن تفاقم هذه الظواهر وتعاظم الاذى في المستقبل إذا تم اهمالها.
وفي حين ان التطور والتحضر هو امر مطلوب العمل على ان يشمل كل مفاصل المدينة وبوقت قياسي، الا انه ينبغي الحذر من ان يكون هذا التطور ظاهريا مؤقتا غير مرتبط بخطط جدية بعيدة المدى حيث انه في غياب التخطيط فان اي تطور ايجابي مستدام لن يكون الا سرابا عابرا.
وعلى عاتقنا نحن، اهالي المدينة، تقع مسؤولية انتشال هذه المدينة ونقلها الى مصاف المدن الاحسن سمعة والافضل والاجمل من حيث نوعية الحياة، وهي مسؤولية تجعلنا نشد العزم من خلال بذل جهود مضاعفة على كافة المستويات للنهوض بالمدينة من كبوتها التي طالت وتعمقت.

متابعة